السلوك الإنتخابي - Voting behavior

علم السلوك الانتخابي، هو علم دراسة الميول والرغبات التي يسعى المرشحون إلى تحقيقها أو إقناع الناخبين بها  كما يقوم بدراسة أنماط التصويت، والتنبؤ بالنتائج المتعلقة به، ويمكن اعتبار هذا الميدان فرعاً متخصصاً في علم الاجتماع، خاصة في ظل انتشار استطلاعات الرأي المنتظمة (الدورية) حول نوايا التصويت لدى الناخبين، والاستطلاعات  الضخمة التي تجرى في أعقاب الإنتخابات، وسهولة الإطلاع على  إحصاءات التعداد السكاني، وتدقيق أساليب وعمليات تحليل البيانات وبرامج بناء النماذج.كما يدرس هذا العلم عملية التصويت والاتجاهات المختلفة أثناءها.

هناك العديد من التفاسير للسلوك الانتخابي، ويمكن تلخيصها فى الأتي:

1- التفسير الجغرافي: يقوم على إنشاء علاقات ترابطية بين المعطيات الإنتخابية مع متغيرات الوضع أين يظهر السلوك، كما يضع بوضوح وجود ترابط بين الهيئة الإنتخابية، ونسبة العمال في مختلف المناطق الإدارية والعائلات المتحكمة ، ولهذا فإن عملية التفسير ترتبط بمكان الإقامة خصائص الجغرافية المميزة للمكان، ومن خلال هذا النموذج يتضح تأثير طبيعة تقسيم الدوائر الإنتخابية على السلوك الإنتخابي. 

2 - التفسير التاريخي: تربط الحدث بنتائجه بعد أن تتمعن في أسبابه، مما يسمح من الإستفادة من المعطيات التاريخية في تفسير الأحداث المعاصرة وتقويمها، لذا عند دراسة الانتخابات لابُدَّ من التَمَعُّنْ في تطورها التاريخي، سواء من حيث التنظيم أو العملية أو النتائج أو السلوكيات، وبالتالي إنَّ التحليل التاريخي يسمح بالمقارنة بين مجمل السلوكيات التي تشهدها العمليات الإنتخابية، وهي عملية توضح أهم المتغيرات المؤثرة في السلوك الإنتخابي، عبر محطات إنتخابية مختلفة.    

3- التفسير الاجتماعي والاقتصادي: يرى أنَّ كل حزب يتمثل من خلال طبقة أو مجموعة اجتماعية معينة، والتصويت هنا محدد بالوضع الاجتماعي للناخب، وكذلك دينه ومكان سكنه، وبالتالي يعطي إشارة لاستعداد سياسي لدى الناخب يمكن توقعه  ولذلك يعتبر الجماعات التي ينتمي إليها  الناخب، عاملاً حاسماً في تحديد سلوكه الانتخابي ،كما أنَّ هناك متغيرات إقتصادية، تتعلق بإشكالية العمل والانتماءات المهنية ومستوى الأجور في حين تركز المتغيرات الثقافية على مستوى التعليم، والانتماءات الطائفية والعرقية والولاءات الدينية. 

شكل يوضح نظريات تفسير السلوك الانتخابي

4 - التفسير النفسي: يركز على العوامل النفسية، التي تتدخل بشكل أو بآخر في بناء شخصية الناخب، والتي يرى بأنَّها العوامل المحددة لسلوك الناخب وتوجهاته، ويرى أنَّ العلاقات العائلية والبيئة الاجتماعية هي العناصر الأساسية التي تتولى تشكيل هذه الشخصية، أنَّه نموذج غير قابل للقياس، لأنَّه يرتبط بمجموعة من المدركات والقناعات والميولات والاتجاهات لا يمكن تحديد تأثيرها بشكل دقيق، وإنما تتوقف عند الوصف، و هنا نحصل على نتائج عامة لا يمكن تعميمها، لأنَّ توفير نفس العوامل النفسية على مجموعة من الأفراد لا تعني بالضرورة الحصول على نفس السلوكات السياسية الانتخابية.

5 - تفسير  المرشح المثالي: يقوم هذا النموذج على مبدأ اختيار المستهلك لمنتجات معينة دون أخرى، وينطلق من فرضية أساسية مؤداها أنَّ لكل مواطن في كل مناسبة إنتخابية صورة كاملة وواضحة في ذهنه عن مرشحه المثالي، وسيسعى يوم الإقتراع إلى اختيار المرشح الذي يقترب كثيرا من رأيه ، يتم التساؤل فيه عن الصفات التي يرغب الناخبون وجودها لدى ممثليهم، ثم ترتيب هذه الصفات حسب الأهمية، يليها تقييم الناخبين للمرشحين حسب ما سبق، عندها سيكون اختيار الناخب هو المرشح الذي يحوز على أكبر علامة، بعد إجراء محصلة العلامات الخاصة بكل الصفات والأهمية المولاة لكل صفة، ومنه المرشح الفائز حسب هذا النموذج هو نتاج عملية رياضية حسابية، تربط بين الأوصاف المثالية التي يرغب فيها الناخب وبين امتلاك أو اقتراب المرشحين الفعليين من تلك الأوصاف. 

6 - نموذج الإلغاء والاختيار المثالي: يرى أصحاب هذا النموذج أنَّ السلوك الإنتخابي هو نتيجة لسلسلة من العمليات الذهنية المثالية، ، يفترض فيه أنَّ الناخب يجري مقارنات مختلفة بين المرشحين، استنادا إلى معايير محددة، وخلال المقارنة يركز الناخب في بداية الأمر على الجوانب الأكثر سلبية من المعايير المدرجة في المقارنة،  ليستخرج في الأخير المرشح الذي تتوفر فيه المعايير الأكثر إيجابية، وفي حالة عدم توفر هذا المرشح فإنَّ الناخب سيعيد صياغة مجموعة من المعايير الأخرى، التي يفاضل من خلالها مرة أخرى بين المرشحين.